قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، السبت، إنّ جهات دولية طلبت من رئيس الوزراء نجيب ميقاتي عدم الاستقالة بسبب خلاف دبلوماسي متصاعد مع السعودية وبعض بلدان الخليج الأخرى.
وأضاف بو حبيب للصحفيين بعد اجتماع أزمة بهذا الشأن، أن عدة شركاء دوليين قالوا لميقاتي إنه "إذا كان يفكر في الاستقالة، فعليه أن يستبعد هذا الأمر".
بو حبيب، قال أيضا، إنّه "سيشكل خلية مهمتها رأب الصدع مع السعودية ودول الخليج".
الحكومة اللبنانية، قالت إنّها حريصة على الحفاظ على العلاقات مع كل دول مجلس التعاون الخليجي.
وأضافت الحكومة، أنها ستواصل العمل لأن البلاد لا تتحمل البقاء دون حكومة بسبب أوضاعها الصعبة
وعقدت مجموعة من الوزراء اللبنانيين اجتماع أزمة السبت لمناقشة خلاف دبلوماسي متصاعد مع السعودية شهد طرد السعودية السفير اللبناني وحظر كافة الواردات اللبنانية.
وقال متحدث باسم السفارة الأميركية في بيروت إن ريتشارد مايكلز نائب رئيس البعثة الأميركية في لبنان حضر الاجتماع، وامتنع عن ذكر المزيد من التفاصيل.
وتسبب الخلاف الناتج عن التصريحات التي أدلى بها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي (قبل توليه مهامه) بشأن التدخل العسكري السعودي في اليمن في أزمة جديدة للحكومة اللبنانية، وسط دعوات مطالبة باستقالته.
وإذا استقال قرداحي، فقد يحذو حذوه وزراء تدعمهم جماعة حزب الله وحليفتها حركة أمل الشيعية، وذلك في وقت تواجه الحكومة خلاله أزمة بالفعل بسبب التحقيق في انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في آب/ أغسطس 2020. وطلب رئيس الوزراء نجيب ميقاتي من قرداحي أمس الجمعة "تقدير المصلحة الوطنية واتخاذ القرار المناسب"، لكنه أحجم عن مطالبته بالاستقالة.
ودعت مجموعة من رؤساء الوزراء اللبنانيين السابقين السبت قرداحي إلى الاستقالة، قائلين إن تصريحاته وجهت ضربة قوية للعلاقات مع دول الخليج العربية.
وفي بيان قال فؤاد السنيورة وسعد الحريري وتمام سلام إن آراء قرداحي ضربة للعلاقات الأخوية والمصالح العربية المشتركة التي تربط لبنان بالدول العربية، وتحديدا مع دول مجلس التعاون الخليجي.
ويلقى قرداحي دعما علنيا من حزب الله وامتنع عن الاعتذار أو الاستقالة بسبب التصريحات التي وجهت أسوأ ضربة للعلاقات السعودية اللبنانية.
وقال الراعي السياسي للوزير، سليمان فرنجية من تيار المردة المتحالف مع حزب الله في مؤتمر صحفي إنه رفض عرضا قدمه قرداحي بالاستقالة وإنه لن يسمي خليفة لقرداحي إذا فعل ذلك.
وثمة خطر من تصاعد الأزمة لتشمل المزيد من دول الخليج، إذ طلبت البحرين والكويت أيضا من سفير لبنان المغادرة.
وقالت جامعة الدول العربية في بيان إن الأمين العام أعرب عن بالغ قلقه إزاء التدهور السريع في العلاقات اللبنانية الخليجية وناشد دول الخليج "بتدبر الإجراءات المطروح اتخاذها في خضم ذلك الموقف بما يتفادى المزيد من التأثيرات السلبية على الاقتصاد اللبناني المنهار".
استدعت أيضا السعودية سفيرها في لبنان للتشاور.
ويأمل ميقاتي في تحسين العلاقات المتوترة مع دول الخليج العربية منذ سنوات بسبب نفوذ حزب الله المدعوم من إيران.
وفي نيسان/أبريل، حظرت السعودية جميع واردات الفواكه والخضراوات من لبنان وقالت إن ذلك بسبب زيادة تهريب المخدرات.
وزاد الحظر من المصاعب الاقتصادية للبنان الذي يعيش بالفعل في خضم واحدة من أعمق الأزمات المالية في العصر الحديث.